15 نوفمبر 2009

حب في زمن الخيانة
الحلقــــة الثانيـــــــة

تحدثنا في الحلقة الأولى عن دنيا الكراهية التي نعيش فيها .. اليوم سأذكر لكم أمثلة صارخة على الحب في زماننا التعيس هذا .. قد تأخذ بعض القصص في سردها أكثر من حلقة .. لذا أطلب منكم الصبر ، ولا تتعجلوا النهاية أبدا ً .. فالقادم دوما ً أعدكم بأنه سيكون شيق ، وممتع للغاية .
حكايتنا اليوم عن ( أحمد ) و ( داليا ) .. حب القطار الصارخ .. الحب الذي كان مضرب الأمثال لفترة طويلة في قطار الرابعة إلا الثلث المتجه من ( القاهرة ) إلى ( الإسكندرية ) .. قصة الحب هذه التي استمرت قرابة السنة ثم انتهت في لحظة .. من الذي يقع عليه اللوم في الموضوع .. لنغوص الآن في أحداث القصة ، ونتعرف سويا ً من الظالم ، ومن المظلوم .
البداية عند ( أحمد ) طالب الهندسة .. ( أحمد ) كان شابا عاديا ً كأغلب الشباب .. حياته كانت مليئة بالتفوق ، والنجاح حتى اجتاز المرحلة الثانوية والتحق بكلية الهندسة .. حتى هذه اللحظة كانت الحياة تسير طبيعية بالنسبة له .. لم يكن يفكر في الدنيا في شئ سوى الدراسة ، والتفوق .
مأساته بدأت بعد قصة الحب الملتهبة التي تعرض لها في أولى سنواته الجامعية .. لا يا أعزائي لم تكن ( داليا ) .. ( داليا ) كانت في مرحلة متأخرة قليلا ً .. ألم أطلب منكم في البداية ألا تتعجلوا الأحداث .. هذه المرة كانت قصة حب بينه وبين زميلته في الكلية ( أسماء ) .
لم تكن ( اسماء ) تتمتع بقدر كبير من الجمال .. على الرغم من ذلك كانت شخصيتها فاتنة بمعنى الكلمة .. عندما تفتح فمها بالكلام لاتستطيع أن تتركها دون أن تكمل حديثها .. كلامها المنمق المعسول هذا جذب ( أحمد ) من أول مرة ، وجعله يهيم بها عشقا ً .. لم يكن ينام الليل قبل أن يسمع صوتها حتى تطمئن نفسه ويستطيع النوم .. لم يكن يهدأ له بال حتى يراها .
بدأت المشاعر تنمو بينهما رويدا ً رويدا ً حتى قرر ( أحمد ) أن يعترف بحبه إلى ( أسماء ) .. كانت هذه اللحظة من أسعد ، وأحلى لحظات حياته .. لم ينم ليلتها مطلقا ً .. ظل مستيقظا ً ، وجافاه النوم .. كل ما كان يشغل تفكيره هو التعبير لـ ( أسماء) عن حبه .. ( أحمد ) لم يكن ذلك الشخص الجرئ الذي يستطيع التحدث بطلاقة لذا كانت الكلمات التي يريد التعبير عنها صعبة جدا ً .. رغم أنه يعلم أن ( أسماء ) هي الأخرى تبادله نفس المشاعر .. ذهب إليها في ذلك الصباح وعينيه حمراوين من شدة التعب والإرهاق الواقع فيهما نتيجة السهر ، والتفكير .. ( أسماء ) لاحظت وجه ( أحمد ) البائس .. فاجأته بالسؤال قائلة :
- ما الذي حدث لك يا ( أحمد ) ؟
- أجابها ( أحمد ) وقد احمرت وجناته :
- لاشئ يا ( أسماء ) .. أنا بخير .. تلعثم قليلا ثم استجمع قواه ، وأخذ نفسا ً عميقا ً بعدها بادر
( أسماء ) قائلا ً :
- ( أسماء ) .. أنت تعرفين أني خجول بعض الشئ ، ولا أستطيع التعبير عما يجول بخاطري خير تعبير لكني اليوم سأتجرأ ، وأخرج مما أنا عليه الآن حتى أستطيع التعبير عما يؤرق خاطري .. هل تأذنين لي بذلك قبل أن أبدأ .
- ( أسماء ) قائلة له بابتسامة صافية ، وقد فهمت ما الذي ينوي قوله :
- حسنا ً يا ( أحمد ) .. لك ما تريد .
- ( أحمد ) محاولا ً أن يكون أكثر هدوء :
- حسنا ً يا ( أسماء ) .. أنا .. أنا .. أنا .....
- ( أسماء ) وقد بدت الدهشة على وجهها :
- أنت ماذا بك يا ( أحمد ) !!! .. مالذي دهاك ؟
- أنا أحبك يا ( أسماء ) .. أحبك من كل قلبي .. أنا لا أستطيع الحياة من دونك .
- انفرجت أسارير ( أسماء ) بعد سماعها هذه الكلمات التي طالما تمنت أن تسمعها في يوم من الأيام .. انطلقت الكلمات عفوية من شفتيها هي الأخرى قائلة :
- أنا أيضا أحبك يا ( أحمد ) ، ولا أستطيع الحياة بدونك .
حتى هذه اللحظات كان كل شئ على ما يرام .. السعادة غلفت حياة ( أحمد ) ، و ( أسماء ) .. لم يكن أحد من أصدقائهما يتخيل أن تنتهي العلاقة بينهما سوى بالزواج .. الكل كان ينتظر ذلك اليوم .. هذا ما كان يريده الإثنان ، ولكن هل تحقق ما كانوا ينتظرونه ؟ .. أم كان للقدر رأي آخر كما يحدث دائما !!
الحقيقة يا أصدقائي لا أريد أن أقص الآن تفاصيل أكثر من ذلك .. التفاصيل القادمة فيها من القسوة ما يحتاج إلى حلقة قادمة منفردة للحديث عنه .. أما الآن فسوف أترككم مع هذه المشاعر الدافئة التي حدثت بين ( أحمد ) ، و ( أسماء ) .. الحلقة القادمة يا أصدقائي ستكون مليئة بالشجن ، والحزن .. أنا منتظر الردود حتى أكمل ما بدأته ، وأتعرف من خلال ردودكم الكريمة عن مدى صحة فكرتي التي أتناولها في هذه السلسلة من المقالات .
المهندس الفنــــــان
مصطفى محمود أبودقة
حقوق النشر الإلكتروني محفوظة للموقع © 2009